الأربعاء، 29 ديسمبر 2010

جمال مبارك والترشيح للرئاسة


شىء جميل ان يكون الانسان عنده فصاحة لغوية وقدرة ممتازة على الحديث والشرح والاقناع . لكن من العيب ان يظن هذا الانسان نفسه ان لديه القدرة على الضحك على الناس ويظن انه اذكى منهم وانهم سوف يقولون له امين لكل ما يقول ويصدقون له القول.
أود ان اسأل سؤال قد يكون غريب بعض الشىء . كيف اصبح جمال مبارك الامين العام المساعد للحزب الوطنى الديمقراطى وامين السياسات؟ ماهى المؤهلات التى يملكها السيد جمال مبارك ليحظى بهذه المناصب فى الحزب ؟ هل لانه نجل رئيس الجمهورية ام ماذا ؟ هل الحزب الوطنى شركة او مصنع يمتلكها السيد رئيس الحزب , رئيس الجمهورية فيصبح السيد جمال مبارك له الحق فى العمل فى الجزب وادارة شئونه ؟ وهل مصر احدى الممتلكات الخاصة ليكون السيد جمال مبارك له الحق فى الترشح لادارتها ؟ ماهى خبرة السيد جمال مبارك فى العمل السياسى مما يجعله مؤهل للعمل الحزبى واعتلاء هذه المناصب مرة ودفعة واحدة ؟ اليس من الافضل ان يتدرج فى العمل الحزبى و السياسى حتى يكتسب الخبرة وبعدها يمكن القول بانه اصبح قادر على العمل السياسى والحزبى ؟ وهذا فى حد ذاته لا يمثل خطورة على مصر بقدر الخطورة التى تنتج من ترشيح نفسه لانتخابات الرئاسة . اذا كان لديه الحق فى الترشيح لانتخابات الرئاسة فلابد ان يكون هذا الحق وفقا لشروط الترشيح التى وضعها الحزب الحاكم ووافق عليها مجلس الشعب الموقر والتى لابد وان تنطبق على كل من يريد الترشح للانتخابات الرئاسية وهذا فى حد ذاته من اخطر التجاوزات التى تتعرض لها الحياة السياسية فى مصر . لان الحزب الحاكم لن يتأخر فى ترشيح السيد جمال وبالتالى سيوافق مجلس الشعب ذو الاغلبية الساحقة على ترشيحه وعليه لن تتأخر حكومة الحزب من رئيس وزراء ووزراء فى تجنيد كل اجهزة الدولة لخدمة هذا الترشيح وخدمة العملية الانتخابية لصالح مرشح الحزب وتاتى الانتخابات وبذلك يصبح جمال مبارك رئيسا لمصر دون الاعتبار الى ارادة الشعب ورغبته ورضاه عن من يحكمه . وهكذا ستكون اللعبة الكبيرة ليصبح جمال مبارك رئيسا لمصر رغما عن أرادة ورغبة الشعب. وهنا لا بد ان يدرك كل من الحزب الوطنى الديمقراطى الحاكم وحكومته بانهم سوف سيقترفون اكبر غلطة فى تاريخ مصر لانهم سوف يقفون ضد رغبة وارادة الشعب المصرى واذا كانوا لا يقيمون لهذه الارادة والرغبة اى حساب وتقدير فانهم يحكمون على انفسهم الحكم القاسى. ان الحزب الحاكم وحكومته لا بد ان يعرفوا تمام المعرفة ان السيد جمال مبارك غير مرغوب فيه لرئاسة مصر وان جماهير الشعب ستقف ضد هذا الترشيح موقف العداء والمقاومة ولن ترضى به ابدا واذا تم ذلك فوق ارادة الشعب واصبحت الاجهزة الامنية هى السيف على رقاب الشعب لتنصيب جمال مبارك رئيسا لمصر , فهذا سوف يؤدى للعديد من المشكلات والاضطرابات التى مصر فى غنى عنها. أما من حيث ما ذكره السيد جمال فى الاحتفال السنوى للحزب له ان يعرف اننا سمعنا كثيرا واننا لانصدق ما يقال وخبرتنا مع الوعود و مع الحزب تثبت عكس ما يقال وكل الانجازات التى يتحدث عنها و تمت بفضل الحزب الحاكم وحكومته تمت لاصحاب المال والاغنياء والمقربين , فعليه ان يعرف ما تسبب فيه الحزب والحكومة من فساد وسرقة اموال الدولة وتهريبها الى الخارج وما حدث من تزاوج السلطة والمال ونتج عنه فساد حزبى وحكومى و أهداء اراضى الدولة الى المقربين دون مقابل واستغلال ثروات الدولة لصالح المقربين . فنحن نعرف تماما ما يعانيه الشعب المصرى من فساد وانحلال ادارى فى الدولة وكثيرا ما نسمع من وعود ومحاربة الفساد والوقوف بجانب الفقراء ومحدودى الدخل وعليه تزداد نسبة الفقر والفقراء وعلى سبيل المثال أين هو البرنامج الانتخابى السابق لرئاسة الجمهورية ماذا تم منه وما تم انجازه . المشكلة فى الحزب الحاكم وقيادته و اعضائه وحكومته انهم مؤمنون بانهم يحكمون شعب جاهل لايفهم ولايدرك مايحدث من حوله و لا حول له ولا قوة وينسى ما يقال له وما يسمعه . أن الحزب الحاكم ليس وصيا على مصر وانه مرفوض من جميع فئات الشعب وكل حكومات الحزب المتعاقبة فشلت فى ايجاد حلول عملية وملموسة لما يعانى منه الشعب المصرى . مازال الشعب يعانى من الفقر والبطالة والاسعار المرتفعة والفساد والمحسوبية والتزوير . و يعانى من امتلاك اعضاء الحزب والمنتفعين لكل ثروات البلد دون مراعاة لهذا الشعب المسكين الفقير وكما قال السيد رئيس الحزب ورئيس الجمهورية فى احدى خطاباته كلنا كنا فقراء . بمعنى اننا كنا فقراء ومحدش سأل فينا . فهذا هو معناه أن الشعب فقير ومحدش حيسأل فيه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق