الجمعة، 1 يوليو 2011

قدسية الاديان فى القران وايات الصفح


(3)القرآن وقدسيّة الأديان

بالإضافة إلى الآيات الشريفة المنادية إلى العفو والصفح الجميل والجنوح إلى السلم والسلام هناك آيات اُخر تدعو إلى احترام عقائد الآخرين حتّى ولو كانت فاسدة وغير صحيحة، وهذا إنّما يدلّ على حرص الإسلام على السماحة واللاّعنف في سلوك المسلمين حتّى مقابل أصحاب العقائد الضالّة التي لا قداسة لها في نظر الإسلام، نعم من واجب المسلمين السعي لهدايتهم بالحكمة والموعظة الحسنة كما قال تعالى: ((ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ، وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ))[18]. سورة النحل 125- 126

وفي سورة الكافرين يقول تعالى: ((لَكُمْ دِينُكُمْ وَليَ دِينِ))[19]. سورة الكافرون 6

وفي آية أخرى يدعو القرآن الكريم المؤمنين إلى عدم إيذاء الكافرين وإثارتهم عبر سبّ آلهتهم فقال سبحانه: ((وَلاَ تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ فَيَسُبُّوا اللهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْم))[20]. سورة الانعام 108

وقد جاء في الأحاديث الشريفة توضيح ذلك حيث قال أبو جعفر (عليه السلام) في تفسير هذه الآية الشريفة:

«في التوراة مكتوب فيما ناجى الله جلّ وعزّ به موسى بن عمران (عليه السلام): يا موسى اكتم مكتوم سرّي في سريرتك وأظهر في علانيّتك المداراة عنّي بعدوّي وعدوّك من خلقي، ولا تستسب لي عندهم بإظهار مكتوم سرّي فتشرك عدوّك وعدوّي في سبّي»[21].

وعن أبي عبد الله (عليه السلام) في حديث طويل يقول (عليه السلام): «وإيّاكم وسبّ أعداء الله حيث يسمعونكم فيسبّوا الله عدواً بغير علم»[22].

وعن أبي عبد الله (عليه السلام) أيضاً قال: سئل عن قول النبي (صلى الله عليه وآله): الشرك أخفى من دبيب النمل على صفاة سوداء في ليلة ظلماء، فقال: «كان المؤمنون يسبّون ما يعبد المشركون من دون الله فكان المشركون يسبّون ما يعبد المؤمنون، فنهى الله المؤمنين عن سبّ آلهتهم لكيلا يسبّ الكفّار إله المؤمنين فيكون المؤمنون قد أشركوا بالله من حيث لا يعلمون، فقال: ((وَلاَ تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ فيسبوا الله عدواً بغير علم))[23]»[24].

وعن الإمام الرضا (عليه السلام) في حديث طويل قال (عليه السلام) في آخره: «إنّ مخالفينا وضعوا أخباراً في فضائلنا وجعلوها على أقسام ثلاثة: أحدها الغلو، وثانيها التقصير في أمرنا، وثالثها التصريح بمثالب أعدائنا فإذا سمع الناس الغلو كفّروا شيعتنا ونسبوهم إلى القول بربوبيتنا، وإذا سمعوا التقصير اعتقدوه فينا، وإذا سمعوا مثالب أعدائنا بأسمائهم سبّونا بأسمائنا، وقد قال الله تعالى: ((وَلاَ تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ فَيَسُبُّوا اللهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْم))»[25].

فضلا عن ذلك كلّه فإنّ الله تعالى في أكثر من آية من آيات القرآن الحكيم أورد نفس حديث الكافرين والملحدين وجعله بين طيّات الآيات الاُخر وأمر المسلمين أن يتطهّروا إذا أرادوا مسّه حيث إنه أصبح من القرآن الكريم وهذا يؤيد احترام الإسلام للآخرين وعدم اعتباره للعنف حتّى مع مخالفيه ومناوئيه.

(4)آيات الصفح

إلى جانب كلّ ما ذكر من الآيات المؤكّدة على نبذ العنف والبطش، فإنّ هناك آيات أخرى صريحة تحثّ المسلمين على الصفح وغضّ النظر عن إساءة الآخرين.

فمن هذه الآيات الداعية إلى الصفح الجميل هو قوله تعالى: ((وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ))[26]. سورة التغابن 14

وقال سبحانه: ((وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلاَ تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَكُمْ))[27]. سورة النور 22

وقال تعالى: ((فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الُْمحْسِنِينَ))[28]. سورة المائدة 13

وقال عز وجل مخاطباً الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله): ((وَإِنَّ السَّاعَةَ لاَتِيَةٌ فَاصْفَحْ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ))[29]. سورة الحجر 85

وقال سبحانه: ((فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلاَمٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ))[30]. سورة الزخرف 89

وقال عز وجل: ((فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ))[31]. سورة البقرة 109

هذا بالإضافة إلى الآيات التي تدل على الغفران والغض عن السيئة والمحبة والإحسان وما أشبه.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق